وأكرم من جيرانه كلّ طارىء ... يودّ ودادا أنه من دمي يسقى
اذا لم يدع مني نواه وحبّه ... سوى رمق يا أهل نجد فكم يبقى
ولولا الهوى ما لان للدهر جانبي ... ولا رضيت مني قريش بما ألقى
قرأت بخط محمد بن عبيد الله الشاعر المعروف بابن التعاويذي قال، حدثني الشيخ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب قال، حدثني الشيخ أبو منصور ابن الجواليقي قال: كنت أقرأ على أبي زكريا شعر أبي دهبل الجمحي حتى وصلت إلى هذا البيت «1» :
يجول وشاحاها ويغرب حجلها ... ويشبع منها وقف عاج ودملج
قال فقلت له: وصفها بقوله يجول وشاحاها بأنها هضيمة الحشا، وبقوله ويشبع منها وقف عاج ودملج أنها عبلة الزند والعضد، فما معنى قوله ويغرب حجلها؛ فقال:
لا أدري، وكان الأبيوردي حاضرا، فلما قمت من عنده قال لي الأبيوردي: أتحبّ أن تعرف معنى هذا البيت؟ قلت: نعم، فقال: اتبعني، فمضيت معه إلى بيته فأجلسني وأخرج سلّة فيها جزاز فجعل يطوفها إلى أن أخرج ورقة فنظر فيها وقال لي:
إنه مدح امرأة من آل أبي سفيان وهم يوصفون بأنهم سته حمش، والحمش دقّة الساقين.
ومن افتخاراته قوله «2» :
يا من يساجلني وليس بمدرك ... شأوي وأين له جلالة منصبي
لا تتعبنّ فدون ما أمّلته ... خرط القتادة وامتطاء الكوكب
المجد يعلم أيّنا خير أبا ... فاسأله تعلم أيّ ذي حسب أبي
جدّي معاوية الأغرّ سمت به ... جرثومة من طينها خلق النبي
وورثته شرفا رفعت مناره ... فبنو أمية يفخرون به وبي
قال عبد الله بن علي التيمي: ولقد حصل للأبيوردي بعد ما تراه من شكوى