من كلّ ملتحف بما يصم الفتى ... يؤذي ويظلم أو يجور ويغدر

فنفضت منه يدي مخافة كيده ... إنّ الكريم على الأذى لا يصبر

والأبيض المأثور يخطم بالردى ... من لا ينهنهه القطيع الأسمر

فارفضّ شملهم وكم من مورد ... للظالمين وليس عنه مصدر

وأبى لشعري أن أدنّسه بهم ... حسبي وحسب ذوي الخنا أن يحقروا

قابلت سيّء ما أتوا بجميل ما ... آتي فاني بالمكارم أجدر

وإلى أمير المؤمنين تطلعت ... مدح كما ابتسم الرياض تحبّر

ويقيم مائدهنّ ليل مظلم ... ويضمّ شاردهنّ صبح مسفر

فبمثل طاعته الهداية تبتغى ... وبفضل نائله الخصاصة تجبر

وله «1» :

ألا ليت شعري هل تخبّ مطيتي ... بحيث الكثيب الفرد والأجرع السهل

ألذّ به مسّ الثرى ويروقني ... حواشي ربى يغذو أزاهيرها الوبل

ولولا دواعي حبّ رملة لم أقل ... إذا زرت مغناها به سقي الرمل

فيا حبذا أثل العقيق ومن به ... وان رحلت عنه فلا حبّذا الأثل

ضعيفة رجع القول من ترف الصبا ... لها نظرة تنسيك ما يفعل النصل

وقد بعثت سرّا إليّ رسولها ... لأهجرها والهجر شيمة من يسلو

تخاف عليّ الحيّ إذ نذروا دمي ... سأرخصه فيها على أنه يغلو

أيمنعني خوف الردى أن أزورها ... وأروح من صبري على هجرها القتل

إذا رضيت عني فلا بات ليلة ... على غضب إلا العشيرة والأهل

وله «2» :

خطوب للقلوب بها وجيب ... تكاد لها مفارقنا تشيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015