ويعيشون بألبانها، ويتكلمون بطباعهم البدوية وقرائحهم التي اعتادوها، ولا يكاد [يقع] في منطقهم لحن أو خطأ فاحش، فبقيت في إسارهم دهرا طويلا، وكنا نتشتّى الدهناء ونتربع الصمّان ونتقيظ الستارين، واستفدت من مخاطباتهم ومحاورة بعضهم بعضا ألفاظا جمة ونوادر كثيرة أوقعت أكثرها في الكتاب، وستراها في مواضعها إذا أتت قراءتك عليها إن شاء الله تعالى.
وذكر في تضاعيف كتابه أنه أقام بالصمّان شتوتين، ورأى ببغداد أبا إسحاق الزجاج وأبا بكر ابن الأنباري ولم يذكر أنه أخذ عنهم شيئا.
قال المؤلف: كانت سنة الهبير هي سنة احدى عشرة وثلاثمائة وذكر بعضهم أنها كانت سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، عارضهم أبو طاهر الجنابي فقتل بعضهم واسترقّ بعضهم واستولى على جميع أموالهم، وذلك في أيام المقتدر بالله ابن المعتضد.
[966]
قال الخطيب مات بعد سنة سبعين وثلاثمائة، ويكنى أبا الحسن، سكن الشام وحدث بطرابلس، أنشد أبو الحسن محمد بن أحمد البغدادي قال: أنشدني أبو علي الأعرابي لنفسه:
كنت دهرا أعلّل النفس بالوع ... د وأخلو مستأنسا بالأماني
فمضى الواعدون واقتطعتنا «1» ... عن فضول المنى صروف الزمان
[967]
مات