ولكن كان نجدة بدر قومي ... وكهفهم المنيف على الجبال
فما حسن السماء بلا نجوم ... وما حسن النجوم بلا هلال
ثم دخلت خباءها وأرسلت سترها فكان آخر العهد بها.
وقرأت بخط أبي سعد في «المذيل» : أنشدنا شافع بن علي الحمامى، أنشدنا إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، أنشدني أبو حرب رزماشوب بن زياد الجيلي بشيراز، أنشدنا أبو محمد الحسن بن علي الغندجاني الأديب، أنشدنا أبو محمد الأسود الغندجاني الأديب، أنشدنا أبو الندى قال: سمعت أعرابيا بالبصرة يقال له الوليد بن عاصم ينشد لنفسه:
وما معزل بالعور غور تهامة ... بأودية صابت عليها عهودها
ترود الضحى افنان ضال وتتفي ... ويخرج من بين الأراكة جيدها
بأحسن من سلمى ولا ضوء درّة ... تسمّى إليها غائص يستجيدها
قرأت في «كتاب اللقائط» لأبي يعلى ابن الهبّارية، وقد ذكر أبا محمد الأعرابي، ووضع منه وانتصر للنمري الذي شرح «الحماسة» وغيره واستدلّ على صحة روايانهم وإتقان علمهم ومقالانهم ثم قال: فكيف نترك أمثال هذه الروايات لرواية مثل أبي الندى، ولم يذكر لي من لقيته من شيوخ بلاد فارس من فضل أبي الندى إلا أنه غاب عن أهله مدة، وأقام في البادية سنين عدة، وعاد يروي ويخبر، وكان له ابن فأخذ يطليه بالزيت ويقفه في شمس القيط بالغندجان، وهي حارة جدا، ولم يزل يفعل به ذلك ليكون أسمر اللون كالعرب حتى مات ذلك المسكين.
[965]
بن حاتم بن سعيد بن عبد الرحمن الأزهري أبو منصور اللغوي الأديب الشافعي المذهب الهروي: