أو نفترق نسبا يؤلف بيننا ... أدب أقمناه مقام الوالد

أو يختلف ماء الوصال فماؤنا ... عذب تحدّر من غمام بارد [1]

وقال ابن السكيت: خذ من الأدب ما يتعلق بالقلوب وتشتهيه الآذان، وخذ من النحو ما تقيم به الكلام، ودع الغوامض، وخذ من الشعر ما يشتمل على لطيف المعاني، واستكثر من أخبار الناس وأقاويلهم وأحاديثهم ولا تولعنّ بالغثّ منها.

وقال أبو عمرو بن العلاء: قيل لمنذر بن واصل: كيف شهوتك للأدب؟ فقال أسمع الحرف منه لم أسمعه فتودّ أعضائي أنّ لها أسماعا تتنعم مثل ما تنعمت الآذان؛ قيل: وكيف طلبك له؟ قال: طلب المرأة المضلّة ولدها وليس لها غيره؛ قيل:

وكيف حرصك عليه؟ قال: حرص الجموع المنوع على بلوغ لذته في المال.

وقال الأصمعي، قال لي أعرابي: ما حرفتك؟ قلت: الأدب، قال: نعم الشيء، فعليك به فإنه ينزل المملوك في حد الملوك.

وقال أرسطاطاليس: ليت شعري أيش [2] فات من أدرك الأدب، وأي شيء أدرك من فاته الأدب.

وقال البحتري [3] :

رأيت القعود على الإقتصاد ... قنوعا به ذلة في العباد

وعزّ بذي أدب أن يضيق ... بعيشته وسع هذي البلاد

إذا ما الأديب ارتضى بالخمول ... فما الحظّ في الأدب المستفاد

وقال عمر رضي الله عنه [4] : تعلموا العربية فإنها تثّبت العقل، وتزيد في المروءة.

وقال عبد الملك: ما الناس إلى شيء من العلوم أحوج منهم إلى إقامة ألسنتهم التي بها يتحاورون الكلام، ويتهادون الحكم، ويستخرجون غوامض العلم من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015