وغرّتني ليال كنت فيها ... مطيعا للشباب به أباهي
أجاري الغيّ في ميدان لهوي ... وقلبي عن طريق الرشد لاهي
وألجمني المشيب لجام تقوى ... وركن الشيب بادي العيب واهي
ومن لم يكفه العذّال عزم ... فليس له على عذل تناهي
قال: وكان ذلك من آخر شعره وفي آخر زمانه، ثم توفي في هذه السنة.
وحدث مما رفعه إلى ابن المدوّر قال: سألت ابن الأعرابي عن لقيط بن بكير وموته فقال: مات في آخر أيام الرشيد وهو أزهد الناس، وكان من دعائه: اللهم اغفر لي فإن حسناتي لو كانت مثل حسنات جميع خلقك لعلمت أني لا أستحقّ الجنة إلا بفضلك، ولو كانت عليّ سيئاتهم جميعا ما يئست من عفوك.
[926]
هو لوط بن يحيى بن محنف بن سليمان بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن سعد مناة بن غامد، واسم غامد عمر، ابن عبد الله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، يكنى أبا مخنف، ومخنف بن سليمان من أصحاب علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. مات لوط سنة سبع وخمسين ومائة، وكان راوية أخباريا صاحب تصانيف في الفتوح وحروب الاسلام. قال يحيى بن معين: هو كوفيّ وليس حديثه بشيء.
وجدت بخط أحمد بن الحارث الخراز، قال العلماء: أبو مخنف بأمر العراق وفتوحها وأخبارها يزيد على غيره، والمدائني بأمر خراسان والهند وفارس، والواقدي