قبلت، على أنّ لكلّ امرىء ما نوى، وأن تعفوا أقرب للتقوى. وإن كان وضح اجتهادي فيما وقف من الوطر، الذي تأكّد فيه اعتراض القدر، وانتقاص النظر، فيا بردها على الكبد، وبشرى خادمه المجتهد. ثم إن استخدمت بعد في خدمة واجتهدت، وانتهزت فرصة فريضتها ولو جاهدت، فللرأي الشريف في الإمام بتحسين ما يتأمل، وتحقيق ما يؤمل، مزيد السموّ، إن شاء الله تعالى.

[907]

القاسم بن فيره بن أبي القاسم أبو محمد

الرعيني ثم الشاطبي المقرىء: كان فاضلا في النحو والقراءة وعلم التفسير، له لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نظم قصيدة من خمسمائة بيت في كتاب التمهيد لابن عبد البر، وكان شعره عقدا صعبا لا يكاد يفهم، من ذلك قوله:

يلومونني إذ ما وجدت ملائما ... وما لي مليم حين سمت الأكارما

وقالوا تعلّم للعلوم نفاقها ... بسحر نفاق يستخفّ العزائما

وهي قصيدة طويلة.

وله:

بكى الناس قبلي لا كمثل مصائبي ... بدمع مطيع كالسحاب الصوائب

وكنا جميعا ثم شتت شملنا ... تفرّق أهواء عراض المواكب

وله قصيدة نظم فيها «المقنع» لأبي عمرو الداني في خط المصحف.

وكان رجلا صالحا صدوقا في القول مجدّا في الفعل، ظهرت عليه كرامات الصالحين كسماع الأذان بجامع مصر وقت الزوال من غير مؤذن ولا يسمع ذلك إلا عباد الله الصالحون. وكان يعذل أصحابه على أشياء لم يطلعوه عليها، وكان مولده في سنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015