[893]
الجمحي: يكنى أبا خليفة من أهل البصرة.
قال أبو الطيب اللغوي «1» : هو ابن أخت محمد بن سلام الجمحي، من رواة الأخبار والأدب والأشعار والأنساب، مات في شهر ربيع الأول من سنة خمس وثلاثمائة بالبصرة، وكان قد ولي القضاء بالبصرة، وكان أعمى، روى عن خاله كتبه فأكثر وعن غيره، وروى له من الكتب كتاب طبقات شعراء الجاهلية. كتاب الفرسان. وكان شاعرا، فمن شعره ما أنشده محمد بن عمر بن عثمان البغدادي عنه:
قالوا نراك تطيل الصمت قلت لهم ... ما طول صمتي من عيّ ولا خرس
لكنه أحمد الأمرين عاقبة ... عندي وأبعده من منطق شكس
أأنشر البزّ فيمن ليس يعرفه ... أو أنثر الدرّ للعميان في الغلس
قالوا نراك أديبا لست ذا خطل ... فقلت هاتوا أروني وجه مقتبس
لو شئت قلت ولكن لا أرى أحدا ... يروي الكلام فأعطيه مدى النفس
وقد روي من جهة أخرى أن الأبيات لابن دريد، لما نزل سيراف سئل أن يجلس للقراءة عليه فأبى ذلك إذ لم يكن هناك من يساوي أن يجلس له، فكتب هذه الأبيات في قبلة مسجد سيراف وانصرف.