أيا من إن رآه البد ... ر ظلّ لوجهه يسجد
ويا من غيم نائله ... يجود لنا ولا يرعد
ويا من فضله يدنو ... ولكن وصفه يبعد
ومن إن قام للجدوى ... فحاتم طيّء يقعد
أتذكرني إذا أخلو ... وما لي لا أرى الهدهد
وله:
الله جار عصابة ودّعتهم ... والدمع يهمي والفؤاد يهيم
قد كان دهري جنّة في ظلهم ... ساروا فأضحى الدهر وهو جحيم
كانوا غيوث سماحة وتكرّم ... فاليوم بعدهم الجفون غيوم
رحلوا على رغمي ولكن حبهم ... بين الفؤاد المستهام مقيم
قد خانهم صرف الزمان لأنهم ... كانوا كراما والزمان لئيم
طلّقت لذاتي ثلاثا بعدهم ... حتى يعود العقد وهو نظيم
الله حيث تحمّلوا جار لهم ... والأمن دار والسرور نديم
والعيش غضّ والمناهل عذبة ... والجوّ طلق والرياح نسيم.
يكنى أبا عبد الله: سمع عبد الله بن عباس وأبا سعيد وعائشة وأبا هريرة وعبد الله بن عمر وروى عنه جماعة من التابعين منهم الشعبيّ وإبراهيم النّخعيّ ومحمد بن سيرين وجابر بن زيد، ومات فيما قرأت بخط الصولي من كتاب البلاذري سنة خمس ومائة وقيل ست ومائة، وهو ابن ثمانين سنة.