قلبي معنّى عميد ... بين الهوى والهواء
هذا يقود زمامي ... وذا يصد هوائي
وله أيضا:
يا من يقرب وصلي منه موعده ... لولا عوائق من خلف تباعده
لا تحسبنّ دموعي البيض غير دمي ... وإنما نفسي الحامي يصعده
بن محمد، أبو القاسم القشيري النيسابوري، شيخ خراسان وأستاذ الجماعة ومقدم الطائفة، توفي سادس عشر شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين وأربعمائة. مات أبوه وهو طفل فنشأ وقرأ الأدب والعربية، وكان يميل إلى أبناء الدنيا، فدخل على أبي علي الدقاق فأعجبه حاله فصحبه فجذبه من ذلك، أخذ طريق التصوف عن الأستاذ أبي علي وأخذ هو عن أبي القاسم الفيروز بادي، وأخذ هو عن الشبلي، عن الجنيد عن السري عن معروف الكرخي عن داود الطائي عن التابعين. وتفقه على أبي بكر محمد بن بكر الطوسي وأخذ علم الكلام عن ابن فورك، وكان يحب الصوفية وأهل الدين والطريقة، عظيما عند أهل نيسابور، يعظ ويتكلم بكلام الصوفية؛ وكان ثقة حسن الوعظ مليح الإشارة.
ودخل بغداد وعقد مجلس التذكير فروى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قوله: السفر قطعة من العذاب، فقام إليه سائل فقال: لم سماه صلّى الله عليه وسلّم قطعة من العذاب؟ فأجاب بديها: لأنه