أحسن على كبر سنّه. وكان لطيف الأخلاق، ظاهر الكيس والظرافة، حسن المعاشرة للعوام والخواص.

وقال الشيخ أبو الفرج: وقد رأيت جماعة من الأعيان ماتوا، فما رأيت أكثر جمعا من جنازته، وغلّقت الأسواق لأجله، ودفن عند جده أبي منصور الخياط بدكة الإمام أحمد بن حنبل، رضي الله عنه.

ومن شعره:

أيها الزائرون بعد وفاتي ... جدثا ضمّني ولحدا عميقا

سترون الذي رأيت من المو ... ت عيانا وتسلكون الطريقا

وله أيضا:

أأنصحكم على أوفى يقيني ... وسوء الظن منكم يعتريني

إذا ما جئتكم لأداء نصح ... أتاني الغشّ منكم في الكمين

سأصبر ما حييت على أذاكم ... وأحفظ ودكم في كل حين

[663] عبد الله بن عيّاش المنتوف الهمداني الكوفي

كنيته أبو الجراح: حدث عن الشعبي وغيره، وروى عنه الهيثم بن عديّ فأوعب، وكان أحد أصحاب الأخبار ورواة الأنساب والأشعار مع دراية وفهم. وكان كيّسا مطبوعا صاحب نوادر. وكان ينتف لحيته، وكان أبرص. مات سنة ثمان وخمسين ومائة في السنة التي مات فيها أمير المؤمنين المنصور بالله.

كتب معن بن زائدة إلى المنتوف من اليمن: قد بعثت إليك بخمسمائة دينار، ومن ثياب اليمن بخمسين ثوبا أشتري بها دينك. فكتب إليه عبد الله: قد بعتك ديني كلّه ما خلا التوحيد لعلمي بقلّة رغبتك فيه؛ قال ابن عياش: فحدثت بها المنصور،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015