مقامات الحريري. ولد سنة ثلاث وخمسمائة ومات بمصر في ذي الحجة سنة تسعين وخمسمائة.
- 554-
كان عالما حاذقا بصيرا بعلوم الأدب، صحيح الكتب جيد الحفظ، ذكره صاحبنا ابن النجار في «تاريخه» فقال: قدم بغداد سنة ست وعشرين وخمسمائة، وكتب عنه أبو محمد ابن الخشاب، وقرأ الأدب بمصر على أبي القاسم علي بن جعفر بن القطاع السعدي المصري. وله مصنفات في النحو منها التذكرة عشر مجلدات. وكتاب في النحو لطيف. وكتاب ما تلحن فيه العامة في زمانه. والرسالة الأدبية في الحض على تعليم العربية. مات سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة ومن شعره:
اقنع لنفسك فالقناعة ملبس ... لا يطمع الاشرار في تخريقه
فلربّ مغرور غدا تغريقه ... في حرصه سببا إلى تغريقه
قرأت [1] بخط الشيخ أبي محمد ابن الخشاب: حكى لي سلامة بن غياض الكفرطابي عفا الله عنا وعنه، وكان ممن ينسب إلى الصناعة النحوية أنه سأل صبية من العرب، وقد احتاج إلى خيط يخيط به شيئا فقال لها: أعطني خويطا، فجاءته بغصن صغير من شجرة. فقال: ما هذا؟ فقالت: ما طلبت. فقال: إنما أردت خيطا.
قالت: فهلا قلت خييطا؟ وصدقت: الخويط تصغير خوط، وهو الغصن، والخييط تصغير الخيط.