كنخز المنصحة، ولا كنكز الحضب [1] ، بل كسفع الزخيخ [2] ، فأنا من التباشير إلى الغباشير لا أعرف ابن سمير من ابن جمير، ولا أحسّ صفوان من همام [3] بل آونة أرجحنّ شاصيا، وفينة أحبنطي مقلوليا، وتارة أعرنزم، وطورا أسلنقي [4] ، كل ذلك مع أحّ وأخ، وتهمّ قرونتي أن أرفع عقيرتي بيعاط عاط إلى هياط ومياط، وها لي أول وأهون وجبار ودبار ومؤنس وعروبة وشبار، ولا أحيص ولا أكيص، ولا أغرندي ولا أسرندي [5] فبادرني بشياف الأبار النافع لعلتي، الناقع لغلتي. فلما قرأ أمين الدولة رقعته نهض لوقته وأخذ حفنة شياف أبار وقال لبعض أصحابه: أوصلها إليه عاجلا ولا تتكلف قراءة ورقة ثانية.

ومن شعره يمدح المقتفي لأمر الله [6] :

ماذا أقول إذا الرواة ترنموا ... بفصيح شعري في الإمام العادل

واستحسن الفصحاء شأن قصيدة ... لأجلّ ممدوح وأفصح قائل

وترنّحت أعطافهم فكأنما ... في كلّ قافية سلافة بابل

ثم انثنوا غبّ القريض وضمنه ... يتساءلون عن الندى والنائل

هب يا أمير المؤمنين بأنني ... قسّ الفصاحة ما جواب السائل

ودخل ابن القطان يوما على الوزير الزينبي وعنده الحيص بيص فقال: قد عملت بيتين هما نسيج وحده وأنشده:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015