وقال:
حسب المحبّ تلذذ بغرامه ... من كلّ ما يهوى وما يتحبّب
راح المحبة لا تريح بروحها ... من كان في شيء سواها يرغب
- 491-
بن سلمى بن ظالم بن جذيمة بن يربوع، أبو شرحبيل المرّي المعروف بابن ميادة: وهي أمه، وكانت صقلبية [1] وكان يزعم أنها فارسية. وهو شاعر مجيد من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، مات في خلافة المنصور سنة تسع وأربعين ومائة، ومن شعره يفخر بنسب أبيه في العرب ونسب أمه في العجم [2] :
أليس غلام بين كسرى وظالم ... بأكرم من نيطت عليه التمائم
لو انّ جميع الناس كانوا بتلعة ... وجئت بجدّي ظالم وابن ظالم
لظلّت رقاب الناس خاضعة لنا ... سجودا على أقدامنا بالجماجم
ومن مختار شعره قصيدته البائية التي مدح بها الوليد بن يزيد ومطلعها [3] :
هل تعرف الدار بالعلياء غيّرها ... سافي الرياح ومستنّ له طنب
دار لبيضاء مسودّ مسائحها ... كأنها ظبية ترعى وتنتصب