لولا الوزير أبو عليّ لم أجد ... أبدا الى الشرف العليّ سبيلا

إن كان ريب الدهر قبّح ما مضى ... عندي فقد صار القبيح جميلا

وأجلّ ما جعل الرجال صلاتهم ... للراغبين العزّ والتبجيلا

اليوم أدركت الذي أنا طالب ... والأمس كان طلابه تعليلا

وقال يمدح أسد الدولة عطية بن صالح بن مرداس [1] :

سرى طيف هند والمطيّ بنا تسري ... فأخفى دجى ليل وأبدى سنا فجر

حليليّ فكاني من الهمّ واركبا ... فجاج البوادي الغبر في النّوب الغمر

إلى ملك من عامر لو تمثّلت ... مناقبه أغنت عن الأنجم الزهر

إذا نحن أثنينا عليه تلفتت ... إلينا المطايا مصغيات الى الشكر

وفوق سرير الملك من آل صالح ... فتى ولدته أمّه ليلة القدر

فتى وجهه أبهى من البدر منظرا ... وأخلاقه أشهى من الماء والخمر

أبا صالح أشكو إليك نوائبا ... عرتني كما يشكو النبات إلى القطر

لتنظر نحوي نظرة إن نظرتها ... إلى الصخر فجرت العيون من الصخر

وفي الدار خلفي صبية قد تركتهم ... يطلّون إطلال الفراخ من الوكر

جنيت على روحي بروحي جناية ... فأثقلت ظهري بالذي خفّ من ظهري

فهب هبة يبقى عليك ثناؤها ... بقاء النجوم الطالعات التي تسري

قال الأمير أسامة بن منقذ: فلما فرغ من إنشاده أحضر الأمير أسد الدولة القاضي والشهود، وأشهد على نفسه بتمليك الأمير أبي الفتح ابن أبي حصينة ضيعة من ضياعه لها ارتفاع كبير، وأجازه فأحسن جائزته فأثرى وتمول.

ولما ملك محمود بن نصر بن صالح بن مرداس [2] حلب سنة اثنتين وخمسين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015