- 354-
ويقال صاغان من بلاد ما وراء النهر:
قدم العراق وحجّ ثم دخل اليمن ونفق له بها سوق، وكان وروده إلى عدن سنة عشر وستمائة. وله تصانيف في الأدب منها: تكملة العزيزي. وكتاب في التصريف.
ومناسك الحج ختمه بأبيات قالها وهي:
شوقي الى الكعبة الغرّاء قد زادا ... فاستحمل القلص الوخّادة الزادا
أراقك الحنظل العاميّ منتجعا ... وغيرك انتجع السّعدان وارتادا [1]
أتعبت سرحك حتى آض عن كثب ... نياقها رزّحا والصعب منقادا
فاقطع علائق ما ترجوه من نشب ... واستودع الله أموالا وأولادا
وكان يقرأ عليه بعدن «معالم السنن» للخطابي، وكان معجبا بهذا الكتاب وبكلام مصنفه ويقول: إن الخطابيّ جمع لهذا الكتاب جراميزه [2] . وقال لأصحابه:
احفظوا غريب أبي عبيد القاسم بن سلام فمن حفظه ملك ألف دينار، فإني حفظته فملكتها، وأشرت على بعض أصحابي بحفظه فحفظه وملكها. وفي سنة ثلاث عشرة وستمائة كان بمكة وقد رجع من اليمن وهو آخر العهد به.
وكان الغالب عليه علم اللغة والأحاديث النبوية وصنف كتابا في اللغة سماه