صبيحة كل جمعة على الناس يفسر القرآن العظيم، فانتفع بمجلسه وبركة دعائه وطهارة أنفاسه وصدق نيته وصفاء ظاهره وباطنه وموافقة قوله لعمله، وأناب إلى الله خلق كثير وجرى على طريقة واحدة من اختيار الفقر والتقلل من الدنيا رحمه الله تعالى ورد ما يفتح به عليه".

قلت: وهو الذى حكى قصة حل الشيخ للغز الشيخ الرشيد الفارقي، وتمام الخبر في كتاب ابن عبد الهادي ولولا الإطالة لوضعناه هنا.

وذكر ابن النقيب القرماني أنه أي البرزالي قرأ كتاب الجمعة لأبي بكر أحمد بن علي المروذي على الشيخ ابن تيمية رحمه الله، نقله ابن ناصر الدين في الرد الوافر.

قال الحافظ الذهبي:" ولي قراءة دار الحديث سنة عشرين وسبعمائة وقراءة الظاهرية، وحضر المدارس وتفقه مدة بالشيخ تاج الدين عبد الرحمن وصحبه، وأكثر عنه وسافر معه وجود القرآن على الرضى بن دبوقا، وتفرد ببعض مروياته، وتخرج به الطلبة وما أظن الزمان يسمح بوجود مثله، فعند ذلك نحتسب مصابنا بمثله، ولقد حزن الجماعة خصوصًا رفيقه أبو الحجاج شيخنا!، وبكى عليه غير مرة، وكان كل منهمًا يعظم الآخر ويعرف له فضله، وكان رحمه الله وعفا عنه قد أقبل على الخير في آخر عمره، وضعف وحصل له فتق وختم له بخير ولله الحمد، وانتقل إلى رضوان الله تعالى بخليص في بكرة يوم الأحد الرابع من ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة عن أربع وسبعين سنة ونصف".

وقال أحمد بن يحيي فضل الله يرثيه:

قد كانَ في قاسمٍ من غيرِه عِوَضٌ ... فاليوم لا قاسمٌ فينا ولا قَسَمُ

من لو أتى مكةً مالت أباطِحُها ... به سرورًا وجادت أُفْقُها الدِيَمُ

أقسمت منذ زمانٍ ما رأى أحدٌ ... لقاسم شبهًا في الأرضِ لو قسموا

هذا الذي يشكرُ المختار هجرته ... والبيتُ يعرفُهُ والحلُّ والحرمُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015