عنه القراآت وَاعْتَمَدَ عَلَيْهِ فِيهَا وَسَمِعَ مِنْهُ كَثِيرًا وَلازَمَهُ ببلنسية ودانية من سنة إحدى وثمانين وأربعماية إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ سمع من أبي علي مع شيخنا أَبِي دَاوُدَ وَبِمَنْزِلِهِ رِيَاضَةَ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَبِي نُعَيْمٍ قَرَأْتُ أَكْثَرَ ذَلِكَ بِخَطِّ أَبِي دَاوُدَ وَهُوَ تولى تَقْيِيدَ السَّمَاعِ رَحِمَهُ اللَّهُ
مُحَمَّدُ بْنُ حَيْدَرَةَ بْنِ مُفَوُّزِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُفَوِّزٍ الْمُعَافِرِيُّ أَبُو بَكْرٍ مِنْ أَهْلِ شَاطِبَةَ وَسَكَنَ قُرْطُبَةَ أَحَدُ الْحُفَّاظِ بل خاتمتم بِالأَنْدَلُسِ لِلْحَدِيثِ وَعِلَلِهِ وَالْمُبْرِزِينَ فِي صِنَاعَتِهِ مَعْرِفَةً بمعانيه وحفظاً لاسماً رِجَالِهِ مَعَ الضَّبْطِ وَالتَّحَرُّزِ وَالإِتْقَانِ وَحُسْنِ الْخَطِّ وَالتَّحَرِّي فِي النَّقْلِ يَجْمَعُ إِلَى ذَلِكَ التَّفَنُّنَ في الآداب واللغة والعربية وَالشِّعْرِ وَلَهُ رَدٌّ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ حزم قد رويته قرأة عَلَى بَعْضِ شُيُوخِنَا وَكَلامٌ عَلَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ خَالِدًا احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَاعْتَدَّهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَكِلاهُمَا أَفَادَ بِهِ وَقَعَدَ بَعْدَ شَيْخِهِ أَبِي عَلِيٍّ الْغَسَّانِيِّ للإِسْمَاعِ بِالْمَسْجِدِ الْجَامِعِ فَأَخَذَ النَّاسُ عَنْهُ وَانْتَفَعُوا بِهِ وَبَلَغَهُ أَنَّ الْقَاضِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بن حمدين قرى عَلَيْهِ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عثمن وصحفه القارى عن الجعد أبي عثمن فَلَمْ يَرِدْ عَلَيْهِ فَقَالَ وَأَنْشَدَنَا ذَلِكَ أَبُو الربيع سليمان ابن مُوسَى غَيْرَ مَرَّةٍ بِحَاضِرَةِ بَلَنْسِيَةَ قَالَ أَنْشَدَنِي الْقَاضِي الْخَطِيبُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حُمَيْدٍ فِي دَارِهِ بِبَلَنْسِيَةَ وَكَتَبَهُ لِي أَبُو خَالِدٍ الرِّفَاعِيُّ بِخَطِّهِ قالا أنشدنا الأستاذ الزاهد أبو القاسم ابن الأَبْرَشِ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَيْدَرَةَ بن مفوز لنفسه