هناك طبقات متفاوتة في مجتمعنا المسلم وأن المسلم ليس كفأ للمسلم إلا باعتبار أمور أخرى لم يأت بها الله ولا رسوله عليه الصلاة والسلام مع أن القاضي أشار في معرض نقله عن صاحب الإقناع قوله صلى الله عليه وسلم المسلمون تكافأ دماؤهم) فإذا كانت دماؤهم تتكافأ فمن باب أولى أن تكون أنسابهم متكافئة.
أما ما نقل عن العلماء في هذا الباب فنسوق منه ما يلي:
يقول الشيخ محمد بن إبراهيم عليه رحمة الله، في كلام له في هذا الباب "تزويج القرشية والفاطمية من غير الفاطميين والقرشيين، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العرب بعضهم أكفاء بعض .. الخ) فيه فوائد: أحدها - أن العرب بعضهم لبعض أكفاء من جهة النسب، فلا فرق بين القرشي، بل الفاطمي وغيره، وبهذا يعرف ما وقع فيه كثير أو كلهم إلا من شاء الله من هو متمسك بنسبه وأنه فاطمي، وهذا وقع به من الفساد ما لا يعلمه إلا رب العباد، وكم تأيمت فاطمية فذهب شبابها وربما يسبب فسادها.
ثم منهم من يفاوت بين بطون من الفاطمية هذا أزيد من الأول، ثم في هذه الأزمان الأخيرة أعظمهم لم يزوجوا بعضهم بعضًا بالفعل، ولاسيما أرحامهم الأدنيين من أجل الأوقاف لا يزوجها غير فاطمي أبدًا، ولا يزوجها من كثير من الفاطميين مخافة أن يشاركه في الوقف فينازعه، وهذا كله من العدوان.
والشعوب في غير العرب لا أنساب لهم، ومن الناس من فضلهم على العرب وهو مذهب الشعوبية، وهو غلط، العرب أفضل، إلا أن الفضل الحقيقي بالتقوى".
ويقول في موضع آخر عليه رحمة الله: "مسألة الكفاءة فيها خلاف، والشيء المجزوم به أنها بالدين، وفي الآية: (لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن).
ثم أيضًا فساد الأخلاق خبيث المسعى من المسلمين ليس كفوءًا للعفيفة، لما تقدم، (الزاني المجلود لا ينكح إلا مثله).