وقد كان الناس حوالي بيته الذي يعرف ببيت صعب في جنوبي بريدة، وكان أولئك المذكورون قد بعث إلى ابن رشيد بمسبتهم وأنهم ليسوا على طريقة المسلمين وقد ضلوا وأضلوا فتكلم خادم الأمير يقول: هؤلاء المغاليث قد حضروا يا شيخ فكيف يصنع بهم؟
وكان هؤلاء المشار إليهم من فقراء الإخوان أهل الدين والفضل ومن شيعة آل سليم تقع أوطانهم حوالي بريدة في الشماسية ووهطان والصوير وغيرها، وما كانوا مغاليث بل كانوا هداة مهتدين معهم تمسك في العقيدة ومحبة للمؤمنين، قد كان واحدهم يحمل كتبه وحقيبته تحت ابطه ويتزاورون يتحابون في ذات الله فلما أخبر الخادم بمجيئهم كان إلى جانب الشيخ صالح من كان يدعي بعبد الله بن عمرو آل رشيد قد أمسك بيد الشيخ ويوشي بهم نسأل الله العافية، فتكلم مجيبًا للخادم بقوله: إن الشيخ في شغله فاذهب إلى الأمير (?)، وقل له إن نظره فيه الكفاية في أمرهم، فرجع بهم الخادم إلى الأمير ليرى رأيه فيهم.
فلما أن جلسوا بين يديه أخرج كتاب ابن رشيد إليه وناوله القارئ فلما سمع الكتاب وعرف موضوعه تكلم الأمير سعد بقوله: أين ابن مضيان الذي صوته كرنين الذبابة أما تستحي وتلزم فلاحتك وتترك المشي إلى الناس بفوائدك؟ فتكلم مجيبًا: كذب أيها الأمير، إني لم أمش بين الناس ويا ليتني أفيد نفسي.
ثم جعل يقول: أين ابن يحيا، فأجاب بقوله: حاضر فأنبه بقوله: تركت فلاحتك تهلك عطشًا ألا تجلس للحراثة وتدع الذهاب إلى الناس فقد شغلتهم عن فلائحهم؟
فأجاب بقوله: كذب بارك الله فيكم ما مشيت.
ثم إنه تكلم متهددًا لابن مديهش يقول: يا ابن مديهش يومًا بالمستجدة