وقال ابن أبي الإصبع: هو إخراج الأغمض إلى الأظهر.
وقال غيره: هو إلحاق شيء بذي وصف في وصفه.
وقال بعضهم: هو أن تثبت للمشبه حكما من أحكام المشبه به.
والغرض منه تأنيس النفس بإخراجها من خفيّ إلى جَلِيّ، وإدنائه البعيد من
القريب ليفيد بيانا.
وقيل: الكشف عن المعنى المقصود مع الاختصار.
وأدواته حروف وأسماء وأفعال:
فالحروف: الكاف، نحو (كرَمَادٍ) .
وكأنّ، نحو: (كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) .
والأسماء: مثل، وشبه، ونحوهما مما يشتق من المماثلة والمشابهة.
قال الطيبي: ولا تستعمل مثل إلا في حال أو صفة لها شأن وفيها غرابة، نحو: (مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ) .
والأفعال، نحو: (يَحْسَبه الظَّمْآنُ ماءً) .
(يُخَيَّلُ إليه من سِحْرِهم أنها تَسْعَى) .
قال في التلخيص - تبعاْ للسكاكي: وربما يُذكر فعلٌ يُنْبئ عن التشبيه فيؤتى بالتشبيه القريب، بنحو: علمت زيداً أسداً الدال على التحقيق.
وفي البعد بنحو: حسبتُ زيدأ أسداًا لدال على الظن وعدم التحقيق.
وخالفه جماعة منهم الطيبي فقالوا في كون هذه الأفعال تنبئ عن التشبيه نوع
خفاء.
والأظهر أن الفعل ينبئ عن حال التشبيه في القرب والبعد، وأن الأداة
محذوفة مقدَّرة لعدم استقامة المعنى بدونه.