والقيام والركوع والسجود على الصلاة وهو بعضها.
(هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ) ، أي الحرم كله، بدليل أنه لا يذبح فيها.
الثالث: إطلاق اسم الكل على الجزء، نحو: (يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ)
، أي أناملهم، ونكتة التعبير عنها بالأصابع الإشارةُ إلى إدخالها
على غير المعتاد، مبالغة من الفرار، فكأنهم جعلوا فيها الأصابع.
(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ) ، أي وجوههم، لأنه لم ير جملتهم.
(فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) .
أطلق الشهر، وهو اسم لثلاثين ليلة، وأراد جزءاً منه، كذا أجاب به الإمام فخر الدين عن استشكال أن الجزء إنما يكون بعد تمام الشرط، والشرط أن يشهد الشهر، وهو اسم لكله حقيقة، فكأنه أمر بالصوم بعد مضي الشهر، وليس كذلك.
وقد فسره علي وابن عباس وابن عُمر على أن المعنى من شهد أول الشهر فليصم جميعه، وإن سافر في أثنائه.
أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما، وهو أيضاً من هذا النوع، ويصلح
أن يكون من نوع الحذف.
ألحق بهذين النوعين شيئان:
أحدهما: وصف البعض بصفة الكل، كقوله: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) .
والخطأ صفة الكل، وُصف به الناصية.
وعكسه: كقوله: (إنّا منكم وَجِلُون) ، والوجل صفة القلب.
(ولَمُلِئْتَ مِنْهُم رُعْبا) .
والرعب إنما يكون في القلب.
والثاني: إطلاق لفظ بعض مرادا به الكل، ذكره أبو عبيدة وخرّج عليه
قوله: (وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) ، أي كله.
(وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ) .