وهذا القسم أربعة أنواع:

أحدها: ما طرفاه حقيقيان، كالآية المصدّر بها، وكقوله: (وأخرجَتِ

الأرضُ أثقالَها) .

والثاني: مجازيان، نحو: (فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ) ، أي ما ربحوا فيها.

وإطلاق الربح والتجارة هنا مجاز.

ثالثها ورابعها: ما أحد طرفيه حقيقي دون الآخر، إما الأول أو الثاني.

كقوله: (أم أنْزَلنَا عليهم سُلْطاناً) ، أى برهاناً.

(كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) .

فإن الدعاء من النار مجاز.

وكقوله: (حتى تضَعَ الحرْبُ أوْزَارَها) .

(تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ) .

(فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) ، فاسم الأم هاوية مجاز، أى أن الأم كافلة

لولدها ملجأ له، كذلك النار للكافرين كافلة ومأوى ومرجع.

القسم الثاني: المجاز في المفرد، ويسمى المجاز اللغوي، وهو استعمال اللفظ في غير ما وضع له أولاً، وأنواعه كثيرة:

أحدها، الحذف، وسيأتي مبسوطاً في نوع الإيجاز، فهو به أجدر، خصوصاً

إذا قلنا: إنه ليس من أنواع المجاز.

الثاني: إطلاق اسم الجزء على الكل، نحو: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ) ، أي ذاته.

(فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) ، أي ذواتكم، إذ الاستقبال يجب بالصدر.

(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) ، (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) .

عبّر بالوجوه عن جميع الأجساد، لأن التنعم والنصب حاصل لكليهما.

(ذلك بما قدَّمَتْ يدَاكَ) .

(فَبِما كسبَتْ أيديكم) ، أى قدمتم وكسبتم.

نسب ذلك إلى الأيدى، لأن أكثر الأعمال تتناول بها.

(قُمِ اللَّيْلَ) ، (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) .

(وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) .

(وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ) .

أطلق كلاًّ من القراءة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015