(ومن يدْعُ مع اللهِ إلهاً آخَرَ لا برْهَانَ له) .
وقوله: (لا يتَّخِذ المؤمنون َالكافرين أولياءَ مِنْ دون المؤمنين) .
وقوله: (وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا) .
والاطلاع على ذلك من فوائد معرفة أسباب النزول.
قال بعضهم: الألفاظ إما أن تدل بمنطوقها، أو بفَحْواها، أو بمفهومها، أو
باقتضائها وضرورتها، أو بمعقولها المستنبط منها، حكاه ابن الحصار، وقال: هذا كلام حسن.
قلت: فالأول دلالة المنطوق.
والثاني دلالة المفهوم.
والثالث دلالة الاقتضاء.
والرابع دلالة الإشارة.
*******
وهي ثلاثة أقسام: قسم لا يصلح إلا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وقسم لا يصلح إلا لغيره، وقسم يصلح لهما.
قال بعض الأقدمين: أنزل القرآن على ثلاثين نحواً، كل نحو منه غير صاحبه.
فمن عرف وجوهها ثم تكلم في الدين أصاب ووُفِّق، ومن لم يعرفها وتكلم في
الدين كان الخطأ إليه أقرب، وهي: المكي والمدني، والناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والتقديم والتأخير، والمقطوع والموصول، والسبب والإضمار، والخاص والعام، والأمر والنهي، والوعد والوعيد، والحدود والأحكام، والخبر والاستفهام، والأبّهة والحروف الصرفة، والإعذار والإنذار، والحجة والاحتجاج، والمواعظ والأمثال، والقسم.
قال: والمكي مثل: (واهجُرْهم هجْراً جيلاً) .
والمدني مثل: (وقاتلوا في سبيل الله) -
والناسخ والمنسوخ واضح.