واطعن برمح الحق كل معاند ... لله درُّ الفارس الطعان

واحمل بسيف الصِّدق حملة ... مخلص متجرداً لله غير جبان

هذا وقد وصفت حركة الفتوحات في عهد معاوية رضي الله عنه وقدمت بين يدي حركة الفتوحات

مقدمه تناقش الشبهات التي ألصقت كذباً وزوراً وبهتاناً بحركة الفتوحات إن معاوية رضي الله عنه حمى وعزّز منجزات الموجة الأولى في حركة الفتح التي قادها وخطط لها الخلفاء الراشدون، فالموجة الثانية لحركة الفتوح هي التي بدأت في عهد معاوية نفسه واستمرت فيما بعد لكي تبلغ أقصى أتساعها في عهد الوليد بن عبد الملك، لقد وصفت ما قام به معاوية من حركة الجهاد ضد الدولة البيزنطية واهتمامه بفتح القسطنطينية، وتخطيطه الاستراتيجي للاستيلاء عليها، كاهتمامه بدور صناعة السفن في مصر والشام وتقوية الثغور البحرية بهما، واستيلاؤه على الجزر الواقعة شرقي البحر المتوسط، وتحصينه أطراف الشام الشمالية، وقد قام بحصار القسطنطينية، وقد توفي أبو أيوب الأنصاري في حصار القسطنطينية، وقد ترك أبو أيوب رضي الله عنه في وصيته بأن يدفن في أقصى ما يمكن من أرض العدو، وهذه صورة رائعة تدل على تعلقه بالجهاد، فيكون بين صفوفهم حتى وهو في نعشه على أعناقهم وأراد أن يتوغل في أرض العدو حياً وميتاً، وكأنما لم يكفه ما حقق في حياته فتمنى مزيداً عليه بعد مماته، وهذا مالا غاية بعده في مفهوم المجاهد الحق بالمعنى الأصح الأدق.

هذا وقد استطاع معاوية رضي الله عنه أن يضيق الخناق على الدولة البيزنطية بالحملات المستمرة براً وبحراً وقد أرهق البيزنطيين وأذاقهم ألوان الضنك والخوف وأنزل بهم خسائر فادحة بالرغم من كل ذلك لم يستطع اقتحام القسطنطينية بسبب عوامل عديدة سيراها القاريء في الكتاب بإذن الله تعالى، وقد دخل معاوية في علاقات سلمية مع الدولة البيزنطية وتم تبادل المراسلات والخبرات، والسفراء فيما بين الدولتين الأموية والبيزنطية وواصل معاوية فتوحاته في الشمال الإفريقي، وانطلقت حملة معاوية بن حديج رضي الله عنه في عهده، وبرز اسم عقبة بن نافع في تلك الفتوحات وقام ببناء مدينة القيروان بتونس اليوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015