ومتَّفقون على الشَّرِّ (?)، وسفهاء عديمو الفقه (?)، وأرذال من أوباش القبائل (?)، فهم أهل جفاء، وهمج، ورعاع من غوغاء القبائل، وسفلة الأطراف الأراذل (?)، وأنَّهم آلة الشيطان (?)، وقد تردَّد في المصادر اسم عبد الله بن سبأ الصَّنعاني اليهوديِّ ضمن هؤلاء الموتورين الحاقدين، وأنه كان من اليهود، ثمّ أسلم، ولم يًنقَّب أحد عن نواياه، فتنقَّل بين البلدان الإسلاميَّة باعتباره أحد أفراد المسلمين، (?)، وسيأتي الحديث عنه بإذن الله.

غ ـ التّدبير المحكم لإثارة المآخذ ضدّ عثمان رضي الله عنه:

كان المجتمع مهيَّئاً لقبول الأقاويل، والشائعات نتيجة عوامل وأسباب متداخلة، وكانت الأرض مهيَّأةً، ونسيج المجتمع قابلاً لتلقي الخروقات، وأصحاب الفتنة أجمعوا على الطّعن في الأمراء بحجَّة الأمر بالمعروف، والنّهي عن المنكر، حتى استمالوا النَّاس إلى صفوفهم، ووصل الطَّعن إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه عن نفسه

باعتباره قائد الدَّولة، وإذا ما حصرنا الدّعاوي التي رُوِّجت ضد الخليفة، وطعنوه بها، فيمكننا تصنيفها إلى مجموعات خمس:

ـ مواقف شخصَّية له قبل توليه الخلافة (تغيبه عن بعض الغزوات، والمواقع.

ـ سياسته الإدارية النَّافذة: توليه أقاربائه، طريقته في التَّولية.

ـ اجتهادات خاصة به، أو بمصلحة الأمَّة (إتمام الصَّلاة بمنى، جمع القرآن، الزِّيادة في المسجد.

ـ معاملته لبعض الصًّحابة: عمَّار، أبي ذرّ، ابن مسعود.

وقد بينت موقف عثمان رضي الله عنه في كلِّ ما وجه إليه في كتابي تيسير الكريم المنان في سيرة أمير المؤمنين عثمان بن عفان شخصيته وعصره. وقد حدث تزيُّد في إبراز المطاعن على عثمان رضي الله عنه سواء في عهده، وما واجهوه بها، وردُّه عليها في حينه، أو ما تُقوِّل عليه فيما بعد عند الرُّواة، والكتَّاب، فإنهّا لم تصح، ولم تصل إلى حدِّ أن تكون سبباً في قتله (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015