الله بالمدينة وكلهم من أب واحد وأم واحدة قال تعالى: ((وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) (لقمان، الآية: 34).
هذا وانصرف سعيد بن عثمان إلى (تِرْمِذ) ففتحها صلحاً (?) وقد كان سعيد شاعراً ومن شعره في معاوية قوله:
ذكرت أمير المؤمنين وفضله
فقلت جزاه الله خيراً بما وصل
وقد سبقت مني إليه بوادر
من القول فيه آفة العقل والزلل
فعاد أمير المؤمنين بفضله
وقد كان فيه قبل عودته ميل
وقال: خراسان لك اليوم طعمه
فجوزي أمير المؤمنين بما فعل
فلو كان عثمان الغداة مكانه
لما نالني من ملكه فوق ما بذل (?)
وعزل معاوية سعيد عام 57 هـ، فأخذ سعيد ما لا من خراج خُراسان، فوجّه معاوية من لقبه
بـ ((حلوان)) (?) وأخذ المال منه ومضى سعيد بالرهن الذين أخذهم من أبناء عظماء (سمرقند) حتى ورد بهم المدينة النبوية، فدفع ثيابهم ومناطقهم إلى مواليه، وألبسهم جباب الصوف، وألزمهم السقي والعمل (?)، وألقاهم في أرض يعملون له فيها بالمساحي، فأغلقوا يوماً باب الحائط ووثبوا عليه فقتلوه ثم قتلوا أنفسهم (?)، فقال خالد بن عقبة بن أبي معيط الأموي (?):
ألا إنّ خير الناس نفساً ووالداً ... سعيد بن عثمان قتيل الأعاجم
فإن تكن الأيام أردت صروفها ... سعيداً فهل حيٌ من الناس سالم؟
وقال أيضتً يرثيه:
يا عين جودي بدمع منك تهتاناً ... وأبكي سعيد بن عثمان بن عفانا
لم يف سعيد لأهل ((سمرقند)) بإعادة الرهن لهم، بل جاء بالغلمان معه إلى المدينة النبوية وجعل يستعملهم في النخيل والطين وهم أولاد الدهاقين وأرباب