بالدرة حتى أدماه، لقد ذكرت جميع الروايات المعتمدة أن عمر رضي الله عنه قاسمه ماله، كما قاسم غيره من الولاة (?)، وليس فيها أنه ضربه حتى أدماه، وكان أبو هريرة يقول: اللَّهم اغفر لأمير المؤمنين فلم يحقد على عمر رضي الله عنه مع أنه يعلم أن ما قاسمه إياه إنما هو عطاياه وأسهمه وغلة رقيقة ولو أن عمر شك في أمانة أبي هريرة بعض الشك لحاكمه وعاقبه العقوبة الشرعية، ولكنه عرف فيه الأمانة والإخلاص فعاد إليه بعد حين يطلبه للولاية فأبى أبو هريرة قبولها كما أسلفنا. هذا وجه الحق الذي أخفاه عبد الحسين وأبو ريه، فعبد الحسين نقل رواية واحدة عن العقد الفريد لابن عبد ربه (?)، حيث وجد فيها ما يوافق هواه واكتفى أبو رية بالنقل عن عبد الحسين من غير أن يشير إلى المصدر ومن غير بحث أو مقارنة وتمحيص (?). وهذا يدل على حرصهم على التزوير والإخلال بالأمانة العلمية.

ب ـ هل تشيع أبو هريرة للأمويين؟ ووضع أحاديث في ذم علي وأبنائه؟

وقد اتهمه عبد الحسين بأنه دعاية الأمويين في سياستهم فتارة يفتئت الأحاديث في فضائلهم .. وتارة يلفق أحاديث في فضائل الخليفتين نزولاً على رغائب معاوية وفئته الباغية (?) وجمع أبو رية في هذا الموضوع كل شتائم كتب الشيعة في أبي هريرة ونبش الأكاذيب والافتراءات على صحابة رسول الله واعتمد الكتب التي لم يعرف مؤلفوها بالصدق ولا بالتمحيص في الرواية أو التي عرف مؤلفوها بالبغض القاتل لأبي هريرة، والعقيدة التي ندين بها أن أبا هريرة رضي الله عنه كان محباً لآل بيت رسول الله صلى عليه وسلم روى في فضائل الحسن والحسين أكثر من حديث (?) ولم يناصب أهل البيت العداء قط ومشهور عنه أنه تمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يحب من أحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن العجيب أن يدعي إنسان نهل عن العلم بعضه أن أبا هريرة يكره علياً وأهله رضي الله عنهم (?)، وقد كتب الأستاذ عبد المنعم صالح العزي كتابه القيم في الدفاع عن أبي

هريرة، وبين حبه لعلي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015