على سماع كلامه وهو بعد المُلك يسمع كلام من يسبّه قي وجهه، فلماذا لا يسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكيف يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم كاتباً من هذه حالة (?).

3 ـ دور بني أمية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:

رغم إسلام الكثير من رجال بني أمية منذ بداية الدعو، وتضحياتهم وهجرتهم إلى الحبشة، ورغم إسلام جميع بني أمية عند فتح مكة، وترحيب الرسول بهم وفرحه بإسلامهم، والاعتماد عليهم في جلائل الأعمال وقد أفسح لهم مكاناً في دولته لتستفيد بجهودهم ومقدرتهم، فقد أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم لآبي سفيان ميزة لم يعطها أحد من أهل مكة، حين قال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن (?)، وهذا شرف كبير حازه أبو سفيان يدل على تقدير الرسول للزعماء وأصحاب الكلمة في قومهم، واستعمل الرسول صلى الله عليه وسلم أبا سفيان على نجران، واتخذ ابنه معاوية كاتباً له (?). روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس، أن أبا سفيان طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤمره حتى يقاتل الكفار كما كان يقاتل المسلمين، وأن يجعل معاوية كاتباً بين يديه، فاستجاب له النبي صلى الله عليه وسلم (?)، وكان أول وال على مكة ـ وهي أشرف بلاد الله ـ بعد فتحها رجلاً من بني أمية، هو عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس، يروى ابن إسحاق عن زيد بن أسلم

أنه قال:: لما استعمل النبي صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد على مكة رزقه كل يوم درهماً: فقال أيها الناس: أجاع الله كبد من جاع على درهم فقد رزقني رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم درهماً فليست بي حاجة إلى أحد (?)، كما استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية على قرى خيبر ووادي القرى وتيماء وتبوك، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو عليها (?)، كما استعمل الحكم بن سعيد بن العاص على سوق مكة (?)، واستعمل خالد بن سعيد بن العاص على صنعاء (?)،

واستعمل أبان بن سعيد بن العاص على البحرين، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015