ويقال أن معاوية أمر مسكين الدارمي أن ينظم قصيدة في البيعة ليزيد وبعد أن أنشد قصيدته وكان بنو أمية واشراف الناس حاضرين لم يتكلم أحد من بني أمية في ذلك إلا بالإقرار والموافقة ... ثم وصله يزيد ووصله معاوية فاجزلا صلته (?)، ويعتبر مسكين الدرامي من شعراء عهد معاوية وممن ترك أبيان جميلة منها قوله:
وإذا الفاحش لاقى فاحشاً ... فهناكم وافق الشن الطبق
إنما الفُحُش ومن يعتاده ... كغراب السَّوءِ ما شاء نعق
أو حمار السوءِ إن أشبعته ... رمح الناس وإن جاع نهق
أو غلامِ السوءِ إن جوعته ... سرق الجار وإن يُشبع فسق
أو كَغَيْرى رَفَعَتْ من ذَيْلِها ... ثم أَرخَته ضِراراً فامَّزَق
أيها السائلُ عن منَّ قد مضى ... هل جديد مثل ملبوس خَلَقْ (?)
وهو القائل:
ناري ونارُ الجار واحدة ... وإليه قبلي تُنَزَل القِدْرُ
ما ضرَّ جاراً لي أُجاورُهُ ... أَلاَّ يكون لبابه سترُ
أعمى إذا ما جارتي برزت ... حتي يغيب جارتي الخدر (?)
وكان معاوية رضي الله عنه يستنكر اللحن فحين أرسل زياد بن أبيه والي العراق ابنه عبيد الله إلى معاوية بن أبي سفيان لحن في كلامه، فكتب إليه معاوية: إن ابنك كما وصفت ولكن قوِّم من لسانه (?)، ولما ارتفع إلى زياد رجل وأخوه في ميراث، فقال: أنّ أبونا لما مات وإن أخينا وثب على مال أبانا فأكله. فأفأ زياد فقال: الذي أضعت من لسانك أضرُّ عليك مما أضعت من مالك (?)، وقد برز في البصرة في عهد معاوية كثير من النحويين فكان أبو الأسود الدؤلي أول من وضع أساس