فسمع معاوية فنهض إليهنّ، فاستعلمهن ما الخبر، فقلن: سمعنا صوت سيدتنا فصِحنا. فدخل فإذا هي تبكي من ضربه، فقال لابن عامر: ويحك مثل هذه تضرب في مثل هذه الليلة؟ ثم قال له: اخرج من ههنا، فخرج وخلا بها معاوية فقال لها: يا بُنَّيةُ، إنه زوجك الذي أحله الله لك، أو ما سمعتِ قول الشاعر:

من الخَضِرات (?) البيض أمّا حرامها ... فصعب وأمّا حِلُّها فذلول

ثم خرج معاوية من عندها، وقال لزوجها: أدخل فقد مهدت لك خُلُقها ووطَّأته، فدخل ابن عامر، فوجدها قد طابت أخلاقها فقضى حاجته منها (?) رحمهم الله تعالى.

11 ـ هل يصح قول معاوية: إن الكريم طروب:

عن محمد بن عامر، قال: لام معاوية عبد الله بن جعفر على الغناء، فدخل يوماً على معاوية ومعه بُديح (?)، ومعاوية واضع رجلاً على رجل، فقال: عبد الله لبديح: أيها (?) يا بديح، فتغنى، فحرك معاوية رجله، فقال عبد الله: مه يا أمير المؤمنين. فقال معاوية: إن الكريم طروب (?)، هذا الخبر أورده البلاذري (?) بنحوه، وأورده ابن عبد ربه (?)، مع بعض

الزيادات المنكرة (?) وهذه الرواية الضعيفة يردها ما أخرجه الطبراني بإسناد حسن، من طريق كيسان مولى معاوية قال: خطب معاوية الناس فقال: يا ايها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن تسع، وأنا أنهاكم عنهن، النوح، والشَّعر، والتبرُّج، والتصاوير، وجلود السباع، والغناء، والذهب، والحِرُّ والحرير (?)، وكان رضي الله عنه ـ ينهي عن الاستماع إلى الغناء وينكر ذلك على من يعرف به، وكان عامله على المدينة بن الحكم شديداً على أهل الدعارة والفسوق، فكانوا يهربون من المدينة أثناء ولايته (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015