جاءتهم البيانات، وأنزل الله إليهم الكتب، فقال سبحانه: ((وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) (آل عمران، آية: 105). وقد أمر الله تعالى بالاعتصام بحبله، قال تعالى: ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)) (آل عمران، الآية: 103) لقد تحقق بفضل الله تعالى ثم بنجاح الحسن بن علي في صلحه مع معاوية مقصد عظيم من مقاصد الشريعة من وحدة المسلمين واجتماعهم وهذا المقصد من أهم أسباب التمكين لدين الله تعالى ونحن مأمورون بالتواصي بالحقِّ والتواصي بالصبر، فلا بدّ من تضافر الجهود بين الدعاة، وقادة الحركات الإسلامية،

وبين علماء المسلمين، وطلبة العلم لإصلاح ذات البين إصلاحاً حقيقياً لا تلفيقياً، لأن أنصاف الحلول تفسد أكثر ممّا تصلح، وقد تحدث الشيخ السعدي على الجهاد المتعلّق بالمسلمين بقيام الالفة، واتفاق الكلمة وبعد أن ذكر الآيات، والأحاديث الداّالة على وجوب تعاون المسلمين ووحدتهم قال: فإن من أعظم الجهاد السَّعي في تأليف قلوب المسلمين، واجتماعهم على دينهم، ومصالحهم الدينية والدنيوية (?). ولا ينظر للحديث الضعيف الذي رواه ابن عدي من طريق عليِّ بن زيد، وهو ضعيف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد ومن حديث مجالد (?)، وهو ضعيف أيضاً، عن أبي الودَّاك عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه (?). أسنده أيضاً من طريق الحكم بن ظهيره (?)، وهو متروك.

وهذا الحديث كذب بلا شك، ولو كان صحيحاً لبادر الصحابة إلى فعل ذلك، لأنَّهم كانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم (?)

1 ـ انتهاء عهد الخلافة الراشدة:

انتهى عهد الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بتنازل الحسن بن علي لمعاوية رضي الله عنه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء، أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015