جوائزهم إِلَى بَاب بولص وَفِيهِمْ ابْن الدويدة المعري الشَّاعِر الْمَعْرُوف فَكَتَبُوا ثَلَاثَة أَبْيَات اتَّفقُوا على نظمها وَقيل بل نظمها ابْن الدويدة المعري الْمَذْكُور وصيروا الورقة إِلَيْهِ وفيهَا الأبيات وَهِي
(عَلى بابِكَ المَحْرُوسِ مِنّا عِصَابةٌ ... مَفاليسُ فانْظُرْ فِي أُمُور المَفَاليس)
(وَقدْ قَنعتْ مِنك َالجَمَاعةُ كُلُّها ... بِعُشْرٍ الَّذِي أعطَيْتَهُ لِابْنِ حَيُّوس)
(وَمَا بَيْنَنا هذَا التَفَاوُتُ كُلُّهُ ... ولكِنْ سَعيدٌ لَا يُقاسُ بِمنحوس) // الطَّوِيل //
فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا الْأَمِير نصر أطلق لَهُم مائَة دِينَار وَقَالَ وَالله لَو قَالُوا بِمثل الَّذِي أَعْطيته لِابْنِ حيوس لأعطيتهم مثله
وَكَانَ الْأَمِير نصر سخياً وَاسع الْعَطاء تملك حلب بعد وَفَاة أَبِيه مَحْمُود سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَلم تطل مدَّته حَتَّى ثار عَلَيْهِ جمَاعَة من جنده فَقَتَلُوهُ ثَانِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة
وَكَانَ ابْن حيوس الْمَذْكُور قد أثرى وحصلت لَهُ نعْمَة ضخمة من بني مرداس فَبنى دَارا بِمَدِينَة حلب وَكتب على بَابهَا من شعره
(دارٌ بَنيْنَاها وعِشْنا بِها ... فِي نِعمةٍ مِنْ آلِ مِرْداس)
(قَومٌ نَفواْ بُؤْسي وَلم يتْركُوا ... عَليّ للأَيام مِنْ باسِ)
(قُلْ لِبني الدُّنيا أَلا هكذَاَ ... فَليفْعِل الناسُ مَعَ الناسِ) // السَّرِيع //
وَقيل إِن الأبيات لِابْنِ أبي حَصِينَة الْحلَبِي وَهُوَ الصَّحِيح
وَحكى الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق قَالَ أنشدنا أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن