(أشوي قلوبَ الحاسدينَ بهَا وَألسنةَ الوشاة وأعين الرقباء ... ) // الْكَامِل //
وَمن أَمْثِلَة المشاكلة قَول عَمْرو بن كُلْثُوم فِي معلقته
(أَلا لَا يجهلنْ أحدٌ علينا ... فنجهل فَوقَ جهل الجاهلينَا) // الوافر //
أَرَادَ فنجازيه على جَهله فَجعل لَفْظَة فنجهل مَوضِع فنجازيه لأجل المشاكلة
وَمثل الأول مَا حُكيَ عَن عبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر أَنه كَانَ يشرب فِي متنزه وَعِنْده ماني الموسوس فَقَالَ عبيد الله
(أرى غيما تؤلفه جنوبٌ ... وأحسب أَن ستأتينا بهطلِ)
(فحزمُ الرَّأْي أَن تَأتي برطلِ ... فتشربهُ وتأتيني برطل) // الوافر //
فَقَالَ مَا هَكَذَا قَالَ الشَّاعِر وَإِنَّمَا هُوَ
(أرَى غيماً تؤلفهُ جنوبٌ ... أرَاهُ على مساءتنا حَريصَا)
(فَحرم الرَّأْي أَن تَأتي برطلٍ ... فتشربهُ وتكسوني قميصَا)
وَأَبُو الرقعمق هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَنْطَاكِي الشَّاعِر الْمَشْهُور ذكره الثعالبي فِي الْيَتِيمَة فَقَالَ هُوَ نادرة الزَّمَان وَجُمْلَة الْإِحْسَان مِمَّن تصرف بالشعر الجزل فِي أنواح الْجد والهزل وأحرز قصبات الْفضل وَهُوَ أحد المداح المجيدين وَالشعرَاء الْمُحْسِنِينَ وَهُوَ بِالشَّام كَابْن حجاج بالعرق ومدح مُلُوك مصر ووزراءها فَمن غرر شعره قَوْله يمدح الْوَزير يَعْقُوب بن كلس