(تَمَنَّاني ليلقانِي أبيٌّ ... وددت وأينما منى ودادي)
(وَلَو لاقيتني وَمَعِي سلاحي ... تكشَّفَ شحمُ قَلْبك عَن سَواد)
(أُرِيد حَيَاته وَيُرِيد قَتْلِي ... عذيرَك من خَلِيلك من مُرَاد) // الوافر //
وَهَذَا الْبَيْت كَانَ يتَمَثَّل بِهِ على بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ إِذا أعْطى النَّاس وَرَأى ابْن ملجم قَاتله الله
وَكَانَ سَبَب موت عَمْرو بن معدي كرب مَا حَكَاهُ ابْن قُتَيْبَة وَغَيره قَالُوا كَانَت مغازي الْعَرَب إِذْ ذَاك الرّيّ ودمستي فَخرج عَمْرو مَعَ شباب من مذْحج حَتَّى نزل الخان الَّذِي دون روذة فتعذى الْقَوْم ثمَّ نَامُوا وَقَامَ كل رجل مِنْهُم لقَضَاء حَاجته وَكَانَ عَمْرو إِذا أَرَادَ الْحَاجة لم يجترىء أحد أَن يَدعُوهُ وَإِن أَبْطَأَ فَقَامَ النَّاس للرحيل وترحلوا إِلَّا من كَانَ فِي الخان الَّذِي فِيهِ عَمْرو فَلَمَّا أَبْطَأَ صحنا بِهِ يَا أَبَا ثَوْر فَلم يجبنا وَسَمعنَا علزا شَدِيدا ومراساً فِي الْموضع الَّذِي دخله فقصدناه وَإِذا بِهِ محمرة عَيناهُ مائلا شدقه مفلوجاً فحملناه على فرس وأمرنا غُلَاما شَدِيد الذِّرَاع فارتدفه ليعدل ميله فَمَاتَ بروذة وَدفن على قَارِعَة الطَّرِيق فَقَالَت امْرَأَته الجعفية ترثية
(لقد غادر الركبُ الَّذين تحملوا ... بروذة شخصا لَا ضَعِيفا وَلَا غمرَا)
(فَقل لزبيد بل لمذحج كلِّها ... فقدْتُمْ أَبَا ثَوْر سنانكم عَمْرَا)
(فإِن تجزعوا لَا يُغْنِ ذَلِك عَنْكُم ... وَلَكِن سلوا الرَّحْمَن يعقبكم صبرا) // الطَّوِيل //