الْمَشْهُورَة يهجوها وَيذكر معايبها فَلَمَّا أنْشدهُ قَوْله
(أتَاني خائِبٌ يَستَامُ منِّي ... عريْقاً فِي الخَسارَةِ والضَّلال)
(فقالَ تبيعُهَا قُلْتُ ارتبِطْها ... بِحُكمِكَ إِن بَيْعي غَيْرُ غالي)
(فأقْبَلَ ضَاحِكا نَحْوِي سرُوراً ... وقالَ أراكَ سَهْلاً ذَا جَمَال)
(هَلُم إليَّ يخْلو بِي خِدَاعاً ... وَمَا يَدْري الشَّقي لِمَنْ يُخالي)
(فقلْتُ بأرْبعينَ فقَالَ أحْسِنْ ... إِليَّ فإنَّ مِثلكَ ذُو سِجَال)
(فأتْرُكُ خَمْسةً مِنْهَا لِعلْمي ... بِما فيهِ يَصيرُ مِنَ الخَبَالِ) // الوافر //
فَقَالَ لَهُ الْمهْدي لقد أفلت من بلَاء عَظِيم فَقَالَ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لقد مكثت شهرا أتوقع صَاحبهَا أَن يردهَا عَليّ قَالَ ثمَّ أنْشدهُ
(فأبدِلني بِهَا يَا رَبِّ طِرْفاً ... يكُونُ جَمَالُ مَرْكبِهِ جَمَالي) // الوافر //
فَقَالَ الْمهْدي لصَاحب دوابه خَيره بَين مركبين من الاصطبل فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن كَانَ الِاخْتِيَار إِلَيّ وَقعت فِي شَرّ من البغلة وَلَكِن مره أَن يخْتَار لي فَقَالَ اختر لَهُ
وأخبار أبي دلامة كَثِيرَة وَقد أثبتنا مِنْهَا طرفا صَالحا
وَكَانَت وَفَاته سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة رَحمَه الله تَعَالَى
117 - (كَالْقِسِيِّ الْمُعَطِّفَاتِ بَلِ ... الأسْهُم مَبْرِيَّةً بَلِ الأوْتَار ... )
الْبَيْت للبحتري من قصيدة من الْخَفِيف يمدح بهَا أَبَا جَعْفَر بن حميد ويستوهبه غُلَاما وَمِنْهَا قَوْله
(أبُكَاءً فِي الدَّار بَعْدَ الدَّار ... وَسُلوَّاً بِزَينَبٍ عَنْ نَوَار)