(يَا أيُّها النّاس قُولوا أجْمَعينَ مَعًا ... صلّى الأله على مُوسَى بن دَاوُد)
(كَأَن ديباجتي خَدّيه منْ ذَهبٍ ... إِذا بَدَا لكَ فِي أثْوَابه السُّود)
(إنِّي أعوُذُ بدَاوُدٍ وأعظُمه ... مِنْ أَن أُكلَّفَ حجّاً يَا ابنَ دَاوُدِ)
(أنبِئْتُ أَن طَريق الحجِّ مَعْطَشَةٌ ... منَ الشّراب وَمَا شُرْبي بتصريدُ)
(وَالله مَا فيّ منْ أجرٍ فَتطلبهُ ... ولاَ الثّناء على ديني بمحمود) // الْبَسِيط //
فَقَالَ مُوسَى ألقوه لَعنه الله عَن الْمحمل وَدعوهُ ينْصَرف فَألْقى وَعَاد إِلَى قصفه بِالسَّوَادِ حَتَّى نفدت الْعشْرَة آلَاف
وَدخل أَبُو دلامة يَوْمًا على الْمَنْصُور فأنشده
(رَأَيْتُك فِي المنَام كسوت جلدي ... ثيَاباً جمَّةً وقَضَيْتَ دَيْني)
(وكانَ بنَفْسَجيُّ الْخَزّ فِيهَا ... وساجٌ ناعمٌ فأتَّم زَيني)
(فَصَدِّق يَا فَدَتكَ النّفْسُ رُؤيا ... رَأتهَا فِي المَنام كَذَاك عَيْني) // الوافر //
فَأمر بذلك وَقَالَ لَا عدت تتحلم عَليّ ثَانِيَة فَاجْعَلْ حلمك أضغاثاً وَلَا أحققه ثمَّ خرج من عِنْده وَمضى فَشرب فِي بعض الحانات فَسَكِرَ وَانْصَرف وَهُوَ ثمل فَلَقِيَهُ العسس فَأخذ فَقيل لَهُ من أَنْت وَمَا دينك فَقَالَ
(ديني عَلى دين بني العَبّاس ... مَا ختم الطينُ على القرْطاس)
(إِذا اصطَبَحْتُ أرْبعاً بالكاس ... فَقَدْ أدارَ شُرْبهُا براسي)
(فَهَلْ بمَا قُلْتُ لكُمْ من بَأْس ... ) // الرجز //