(لَا تعجبي يَا سلم من رجل ... ... . الأبيات)
فطرب لَهَا وَسَأَلَ عَن قَائِلهَا فَقيل لدعبل غُلَام نَشأ من خُزَاعَة فَأمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وخلعة من ثِيَابه ومركب من مراكبه وجهز لَهُ ذَلِك مَعَ خَادِم من خدمه إِلَى خُزَاعَة فَأعْطَاهُ الْجَائِزَة وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالْمَسِيرِ إِلَيْهِ فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ وَسلم أمره بِالْجُلُوسِ فَجَلَسَ واستنشده الشّعْر فأنشده إِيَّاه فَاسْتَحْسَنَهُ وَأمره بملازمته وأجرى عَلَيْهِ رزقا سنياً فَكَانَ أول من حرضه على قَول الشّعْر ثمَّ إِنَّه مَا بلغه أَن أَن الرشيد مَاتَ حَتَّى كافأه على فعله بأقبح مُكَافَأَة وَقَالَ فِيهِ من قصيدة مدح بهَا أهل الْبَيْت رَضِي الله عَنْهُم وهجا الرشيد
(وليْسَ حيٌّ من الْأَحْيَاء نَعلمه ... من ذِي يَمانٍ وَلَا بكرٍ وَلَا مُضَرِ)
(إِلَّا وهم شُرَكَاء فِي دِمَائِهِمْ ... كَمَا تشارك أيسارٌ على جُزُر)
(قتلٌ وأسْرٌ وتحريقٌ ومنهبة ... فعلُ الْغُزَاة بِأَرْض الرّوم والخَزَرِ)
(أرى أُمية مَعذُورين إِن قتلوا ... وَلَا أرَى لبني العَباس من عُذُرِ)
(أرْبع بطوس على القبْر الزِكي إِذا ... مَا كنْتَ تربع من دير إِلَى وطر)
(قبْران فِي طوس خيرُ النَّاس كلهم ... وقبر شرَّهم هَذَا من العِبَر)
(مَا ينفعُ الرِّجس من قرب الزكى وَلَا ... على الزكى بِقرب الرِّجس من ضَرَر)
(هَيْهَات كل امرىء رَهْنٌ بِمَا كسبت ... لَهُ يَدَاهُ فخُذْ مَا شِئْت أَو فذر) // الْبَسِيط //
يَعْنِي قبر الرشيد وقبر مُوسَى الكاظم ولعمري لقد هَذَا هَذَا ولنفسه ظلم وآذى