وَقَول الآخر
(وَلم أرَ قبلي مَنْ مشي البدرُ نحوهُ ... وَلَا رَجلاً قامتْ تعْانقُهُ الأسْدُ) // الطَّوِيل //
وَقد اتّفق عُلَمَاء البديع على تَقْدِيم الِاسْتِعَارَة المرشحة على غَيرهَا فِي هَذَا الْبَاب وَأَنه لَيْسَ فَوق رتبتها رُتْبَة ولنذكر نبذة مِنْهَا وَمن غَيرهَا فَمن محَاسِن مَا ورد فِيهَا قَول أبي جَعْفَر الشقري
(يَا هلْ ترَى أظرَفَ منْ يَوْمنا ... قلدَ جِيدَ الأفقِ طَوْقَ العقيقْ)
(وأنقَ الْوَرق بِعِيدانِهِ ... مُرْقصةً كل قضيبٍ وَريقْ)
(والشمسُ لَا تشرَبُ خمرَ الندَى ... فِي الرَّوْض إِلَّا بكؤوس الشَّقِيق) // السَّرِيع //
وَمثله فِي الرشاقة قَول ابْن رَشِيق
(باكِرْ إِلَى اللَذَات واركَبْ لَهَا ... سَوَابقَ اللهوِ ذواتِ المزَاحْ)
(من قبل أَن ترْشفَ شمسُ الضُّحَى ... رِيقَ الغَوادي من ثغور الأقاح) // السَّرِيع //
ولطيف قَول بَعضهم أَيْضا
(شَرَابُنَا الرَيقُ وكاساتُنا ... شفاهُنا والقُبَلُ النَّقْلُ) // السَّرِيع //
وَيقرب من الْبَيْت الأول من قَول ابْن رَشِيق قَول ابْن المعتز
(وقدْ رَكضتْ بِنَا خيلُ الملاَهي ... وَقد طِرْنا بأجنحةِ السُّرُورِ) // الوافر //
وبديع أَيْضا قَول ابْن وَكِيع
(غَرّدَ الطيرُ فَنَبُهْ من نعَسْ ... وأدِرْ كأسكَ فالعيشُ خُلسْ)
(سُلْ سيفُ الْفجْر من غِمْد الدجى ... وتعرّى الصبحُ من ثَوب الغَلَسْ)
(وانجَلي عنْ حُلَلٍ فضَّيةٍ ... نالها من ظُلَم اللَّيْل دنس) // الرمل //
وَقَول أبي نواس