(أَبَا جَعْفَر ليعزك الزَّمَان ... عزّاً ويكْسُكَ طول البَقاء)

(فَمَا مُزْنُكَ المرْتَجَى بالجَهَام ... وَلَا ريحنُا منكَ بالجِرْبِيَاء)

(فَلاَ رجعَتْ فِيك تِلْكَ الظنون ... حيارَى وَلَا انْسَدَّ شِعْبُ الرَّجَاء)

(وَقد نُكِسَ الثُغْر فَابْعَثْ لهُ ... صُدُور القنا فِي ابْتِغَاء الشَّقَاء)

(فقَدْ ماتَ جَدُّك جد الملوكِ ... ونجمُ أبيكَ حَدِيثُ الضياء)

(وَلم يَرْض قَبضَتهُ للحسام ... وَلَا حَمْل عَاتِقه لِلِّواء)

(فَمَا زَالَ يقرع تِلْكَ العُلاَ ... مَعَ النَّجْم مرتديا بالعماء) // المتقارب //

وَبعده الْبَيْت وَهِي قصيدة طَوِيلَة وَهَذَا الْبَيْت فِي مدح أَبِيه وَذكر علوه

وَالشَّاهِد فِيهِ أَن مبْنى الترشيح على تناسي التَّشْبِيه حَتَّى إِن المرشح يبْنى على علو الْقدر الَّذِي يستعار لَهُ علو الْمَكَان مَا يبْنى على علو الْمَكَان والارتقاء إِلَى السَّمَاء فلولا أَن قَصده أَن يتناسى التَّشْبِيه ويصر على إِنْكَاره فَيَجْعَلهُ صاعداً فِي السَّمَاء من حَيْثُ الْمسَافَة المكانية لما كَانَ لهَذَا الْكَلَام وَجه

وَمثله قَول بشار

(أتَتني الشمسُ زائرَةً ... وَلم تَكُ تبرَحُ الفلكا) // من مجزوء الوافر //

وَقَول ابْن الرُّومِي يمدح بِهِ بني نوبخت

(شافهتمُ البدرَ بالسؤال عَن الْأَمر ... إِلَى أنْ بلغتمُ زحلا) // المنسرح //

وَقَول أبي الطّيب المتنبي أَيْضا

(كبَرْتُ حَوْلَ ديارهمْ لما بدَتْ ... مِنْهَا الشموس وَلَيْسَ فِيهَا الْمشرق) // الْكَامِل //

طور بواسطة نورين ميديا © 2015