(فطوراً أَظن الْخمر من ذوب جمرها ... وطوراً أَظن الْجَمْر من جَمِدَ الْخمر) // الطَّوِيل //
والصابي هُوَ إِبْرَاهِيم بن هِلَال بن هَارُون الْحَرَّانِي قَالَ فِي حَقه أَبُو مَنْصُور الثعالبي هُوَ أوحد الْعرَاق فِي البلاغة وَمن بِهِ تثنى الخناصر فِي الْكِتَابَة وتتفق الشَّهَادَات لَهُ ببلوغ الْغَايَة من البراعة فِي الصِّنَاعَة وَكَانَ قد بلغ التسعين فِي خدمَة الْخُلَفَاء وَخِلَافَة الوزراء وتقلد الْأَعْمَال الجلائل مَعَ ديوَان الرسائل وحلب الدَّهْر أشطره وذاق حلوه ومره ولابس خَيره ومارس شَره ورئس وَرَأس وخدم وخدم ومدحه شعراء الْعرَاق فِي جملَة الرؤساء وشاع ذكره فِي الْآفَاق وَدون لَهُ من الْكَلَام الْبَهِي النقي الْعلوِي مَا تناثرت درره وتكاثرت غرره وَفِيه يَقُول بعض أهل الْعَصْر
(أصبحْتُ مُشتاقاً حَليفَ صَبابةٍ ... برَسائلِ الصابي أبي إِسحَاقِ)
(صَوبُ البلاغَة وَالحلاوَةِ والحِجَى ... ذَوْبُ البراعةِ سَلوةُ العُشاقِ)
(طَوْراً كَمَا رَقَّ النسيمُ وتارَةً ... يحْكى لنا الأطواقَ فِي الأعْنَاقِ)
(لَا يَبْلُغ البُلغاءُ شأوَ مبرز ... كتبت بدائعه على الأحداق) // الْكَامِل //
وَيَقُول أَيْضا
(يَا بؤس من يُمْنَى بدمع ساجم ... يَهْمِي على حُجُبِ الْفُؤَاد الوجم)
(لَوْلَا تعللهُ بكأسِ مُدَامَةٍ ... ورَسائل الصَّابي وَشعر كشاجم) // الْكَامِل //