معاني النحو (صفحة 1311)

زالتا إن أمسكهما من أحدمن بعده} [فاطر: 41]، فالفعل للاستقبال في الآيتين.

وهي آكد من (ما) يدل على ذلك اقترانها الكثير بـ (إلا) وهذا يعطيها قوة وتأكيدًا، فإن في القصر قوة، وذلك نحو قوله تعالى: {إن أنتم إلا بشر مثلنا} [إبراهيم: 10]، وقوله: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} [الإسراء: 44].

وذهب بعضهم أنها لا تأتي إلا وبعدها (إلا) أو (لما) المشددة التي بمعناها، كقوله تعالى: {إن لك نفس لما عليها حافظ} [الطارق: 4] (?). والصواب أنها قد تأتي بدونها (?).

قال الراغب في (إن) هذه: " وأكثر ما يجيء يتعقبه (لا) نحو: {إن نظن إلا ظنا} [الجاثية: 32]، {إن هذا إلا قول البشر} [المدثر: 25]، {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء} [هود: 54] (?).

وقد وردت (أن) النافية في القرآن الكريم في عشرة ومائة موضع، كلها مقترنة بـ (إلا) أو (لما) عدا سبع آيات، هي قوله تعالى: {إن عندكم من سلطان بهذا} [يونس: 68].

وقوله: {وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون} [الأنبياء: 109].

وقوله: {وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين} [الأنبياء: 111]، وقوله: {ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده} [فاطر: 41]. وقوله: {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه} [الأحقاف: 26].

وقوله: {وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} [إبراهيم: 46]، على رأي من جعلها نافية هنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015