(30)

والمعنى فلما رأوا العذاب زلفةً، أَيْ قريباً، سِيَتْ وجوه الذين كفروا.

تَبين فيها السوء (?).

(وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ).

وقُرِئَتْ (تَدْعُونَ)، من دعوت أَدْعو.

فَأمَّا (تَدَّعُونَ)، فجاء في التفسير تُكَذِبُونَ.

وتأويله في اللغة هذا الذي كنتم من أجله تَدَّعُونَ الأباطيل والأكاذيب.

أي تدعون أنكم إذَا مِتُّم وكنتم تراباً وعظاماً أَنَّكُمْ لا تُخْرَجُونَ.

ومن قَرَأَ تَدْعُونَ. بالتخفيف -

فالمعنى هذا الذي كنتم به تستعجلون وتدعون اللَّه في قولكم:

(اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً

مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32).

ويجوز أن يكون معنى (تَدَّعُونَ) هذا أَيضاً تَفْتَعِلُونَ، من الدعاء.

وتفتعلون من الدِعوى، يجوز ذلك - واللَّه أعلم.

* * *

وقوله: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)

أي غائِراً، وهو مصدرٌ يوصف به الاسم، فتقول: ماء غَوْرٌ، وماءَان غَوْرٌ

ومياه غَوْرٌ.

كما تقول: هذا عَدْل وهذَان عَدْلٌ وهؤلاء عَدْلٌ.

ومعنى مَعِين جارٍ من العُيونِ.

وجاء في التفسير [ظاهر]، والمعنى أَنَّه يظهر من العُيُون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015