سُورَةُ النُّور
(مدنية)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قوله عزَّ وجلَّ: (سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (?)
القراءة الرفعُ، وقرأ عيسى بنُ عُمَر (سُورَةً) بالنصْب (?).
فأمَّا الرفع فَعلى إضمار هذه سُورَة أَنْزَلْنَاهَا، ورفعها بالابتداء قبيخ لأنها نَكِرَة و (أَنْزَلْناهَا) صفة لها. والنصْب على وَجْهَيْن، على معنى أنزلنا سُورَةً، كما تقول زيداً ضربته، وعلى معنى اتْلُ سُورَةً أنزلناها.
(وَفَرَضْنَاهَا).
بتخفيف الراء، ويقرأ بالتشديد في الراء، فمن قرأ بالتخفيف فَمَعْنَاهُ
ألزمناكم العَمَل بما فُرِضَ فيها، ومن قرأ بالتشْدِيد فَعَلَى وجهين:
أحدهما على معنى التكثير، على معنى أنا فَرَضْنَا فيها فُرُوضاً كثيرةً وعلى معنى بيَّنَّا وفضلنَا ما فيها من الحلال والحرام.
* * *
وقوله: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)
القراءة الرفع، وقرأ عيسى بنُ عُمرَ بالنصب، (الزانيةَ والزانِي) بفتح التاء.
وزعم الخليل وسيبويه أن النصب المختارُ وزعم سيبويه أن القراءة الرفع.
وزعم غيرهم من البصريين والكوفيين أن الاختيار الرفعُ، وكذا هُو عِندي، لأن الرفع كالإجماع في القراءة، وهُوَ أَقْوَى فِي العربيَّةِ، لأن معناها معنى - من زَنَى