(73)

(74)

وفي اللغة وردت بلد كذا وكذا إذا أشرفت عليه، دخلته أو لم تدخله، قال

زهير:

فلمّا وَرَدْنَ الماءَ زُرْقاً جِمامُه وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضرِ المُتَخَيِّم

المعنى بلغن إلى الماء، أي أقمن عليه، فالورود ههنا بالإجماع ليس

بدخول، فهذه الروايات في هذه الآية، واللَّه أعلم.

* * *

وقوله: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73)

(وَأَحْسَنُ نَدِيًّا).

معناه مجلساً

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (74)

(أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا) (?).

فيها أربعة أوجُهٍ رِئْياً بهمزة قبل الياء، والراء غير معجمة، وَرِيًّا بتشديد

بياء مشددَةٍ، وزِيًّا - بالزاي مُعجَمة، وقد قرئ بهذه الثلاثة الأوجه.

ويجوز وجه رابع لم يقرأ به - بياء وبعدها همزة - وريئا:.

فأمَّا رِئْياً - بهمزة قبل الياء - فالمعنى فيه هم أحسن أثاثاً أي متاعاً، ورئياً

منظراً، من رأيت، ومن قرأ بغَيْرِ هَمْز فله تَفْسِيرَانِ: عَلَى مَعْنى الأول بِطَرْحِ

الهمزة وعلى معنى أن منظَرَهم مُرْتوٍ من النعمةِ، كأن النعيمَ بَيِّنٌ فيهم، ومن

قرأ زِيًّا فمعناه أن زيَّهم حسن يعني هيئتهم.

قال الشاعر:

أَشاقَتْكَ الظَّعائِنُ يومَ بانُوا بذي الرِّئْيِ الجمِيلِ منَ الأَثاثِ

ونصب (أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا) على نية التفسير.

المعنى وكم أهلكنا قبلهم من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015