[سورة يوسف (12) : الآيات 18 إلى 20]

وقوله: لا تَأْمَنَّا [11] تشير (?) إلى الرَّفْعة، وإن تركت فصواب، كلٌّ قد قُرئ بِهِ وقد قرأ يَحْيَى بن وثّاب: (تيمنّا) .

وقوله يرتع ويلعب [12] مَنْ سَكّن الْعَين أخذه من القيد والرَّتْعَة (?) وهو يفعل حينئذ ومن قَالَ (يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ) فهو يفتعل من رعيت، فأسقط الياء للجزم.

وقوله: وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ [18] معناهُ: مكذوب: والعرب تَقُولُ للكذب. مكذوب وللضعف (?) : مضعوف، وليس لَهُ عَقْد رَأْي ومعقودُ رأْيٍ فيجعلونَ المصدر فِي كَثِير من الكلام مفعولًا. ويقولون: هذا أمر لَيْسَ لَهُ مَعْنِيّ يريدونَ مَعْنًى، ويقولون للجَلَد: مجلود قَالَ الشاعر:

إن أخا المجلود من صبرا (?) وقال الآخر (?) :

حَتَّى إذا لَمْ يتركوا لعظامه ... لَحمًا ولا لفؤادِهِ معقولَا

وقال أَبُو ثَرْوان: إنّ بني نُمَير لَيْسَ لحدّهم (?) مكذوبة ومعنى قوله (بِدَمٍ كَذِبٍ) أنهم قالوا ليعقوب: أكله الذئب. وقد غمسوا قميصه فِي دم جَدْيٍ. فقال: لقد كَانَ هذا الذئب رفيقًا بابْني، مزَّق جلده ولم يُمَزق ثيابه. قَالَ: وقالوا: اللصوص قتلوه، قَالَ: فلم تركوا قميصه! وإنّما يريدونَ الثيابَ. فلذلك قيل (بِدَمٍ كَذِبٍ) ويَجوز فِي العربية أن تَقُولُ: جاءوا على قميصه بدم كذبًا كما تَقُولُ: جاءوا بأمرٍ باطل وباطلا، وحق وحقا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015