وقوله: (إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ)
فتح الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وأسكنها الباقون.
قال أبو منصور: هما لغتان جيدتان فاقرأ كيف شئت.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)
قرأ أبو عمرو ويعقوب (لِيهَبَ لك) بالياء،
وكذلك روى ورش عن نافع،
وقرأ الباقون (لِأَهَبَ لَكِ) بألف.
قال أبو منصور: المعنى واحد في (لِيَهَبَ) و (لأهَبَ) ، أراد: أرسلني
اللة ليهَبَ لَكِ، ومن قال (لأهبَ لك) فهو على الحكاية المحمولة على المعنى، كأنه قال: أرْسِلتُ إليك (لأهبَ لَكِ) .
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23)
قرأ حمزة وحفص (نَسْيًا) بفتح النون، وقرأ الباقون (نِسْيًا) بكسر النون) .
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (نِسْيًا) بكسر النون فإن النسْيَ في كلام العرب:
الشىء الذي يُلْقى ولا يؤبه له كالحيضة الملقاة، والخرق البالية، والرمم التي لا قيمة لها.