بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قوله جلَّ وعزَّ: (أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2)
قرأ أبو عمرو وحده (أَلَّا يَتَّخذوا) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.
قال: المعنى فيهما متقارب، فمن قرأ بالتاء فعلَى الخطاب،
وَمَنْ قَرَأَ بالياء فللغيبة، وكله جائز.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ)
قرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحمزة (لِيَسُوءَ) بالياء وفتح الهمزة على
واحدٍ، وقرأ الكسائي (لِنسُوءَ) بالنون وفتح الهمزة،
وقرأ الباقون (لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ) بالياء وضم الهمزة ممدودةً على جميع.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (لِيَسُوءَ وُجُوهَكُمْ) فالمعنى: فإذا جاء وَعْدُ المرة
الآخرة لِيَسُوءَ الوَعْدُ وجوهَكم.
وَمَنْ قَرَأَ (لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ) بالجمع
فالمعني: لِيَسُوءُوا الرجال وأولو البأس الشديد وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّلَ مَرةٍ.
وَمَنْ قَرَأَ (لِنسُوءَ وجوهَكم) فهو من فعل الله، أى: لِنَسُوءَ نحن وجوهَكم