قال الأزهري: هما لغتان جيدتان، فمن قرأ بالتاء فلتأنيث جماعة الملائكة،

وَمَنْ قَرَأَ بالياء ذهب إلى الجمع.

(فإن الله لا يهدي من يضل (37)

وقوله جلَّ وعزَّ: (فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ (37)

قرأ الكوفيون (لا يَهْدي) بفتح الياء وكسر الدال،

وقرأ الباقون (لا يُهْدَى) بضم الياء وفتح الدال.

واتفقوا جميعًا على ضم الياء وكسر الضاد من (يُضِل) .

قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ) فمعناه: إن الله لا يَهْدَي

مَنْ أضله في سابق علمه لاستجابة الإضلال باختياره الضلالة على الهدى.

وَمَنْ قَرَأَ (لا يُهْدَى من يُضِل) فالمعنى: لا يُهْدَى أحد يُضِله اللَّهُ، وهذا

نظير قوله - عزَّ وجلَّ -: (مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ) .

* * *

(أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء (48)

وقوله جلَّ وعزَّ: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ (48)

قرأ حمزة والكسائِي (أَوَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ) بالتاء،

ومثله في العنكبوت (أَوَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ) بالتاء -

وقرأ الباقون ((أَوَلَمْ يَرَوْا) بالياء في السورتين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015