إنّ المُنَى بعدما استيقظتُ وانصرفتْ ... ودارُها بينَ مبعوقٍ وأجيادِ
المَجَاز: بمد الجيم قبله ميم وآخره زاي؛ شعب يسيل من كبكب غرباً فيدفع في وادي عُرَنة -بالنون- في الطرف الشرقي للمُغَمّس، أهله قريش قديماً وحديثاً، ويبعد عن حدود الحرم الشرقية ثمانية أكيال مقاسة من علمي طريق نجد اللذين بأول الصِّفَاح، والشِّعب لا يزيد طوله عن عشرة أكيال من منبعه إلى مصبه، وعلى ثلاثة أكيال إلى داخله توجد رسوم يظهر أنها بقايا سوق ذي المَجَاز الشهير بين أسواق العرب، وببطن الوادي غير بعيد من السوق بئر مطويّة دائرية الفوهة يقرب قطرها من نصف متر، ولا يزيد رشاؤها على ثلاثة أبواع. وهذا السوق يقع شمال عرفة على نصف المسافة تقريباً بينها وبن الشرائع (حُنَين سابقاً) وقال المتقدمون: سوق ذي المَجاز، كان لهُذَيل وكانت تقوم ثمانية أيام قبل يوم عرفة، وكانت تجلب إليها جميع المجلوبات وكان يأتي بعد ذي مَجَنَّة في الأهمية، وذو مجنة يأتي بعد عكاظ.
وأقول: كان ولا زال ذو المجاز على الحدود بين هذيل وقريش فهو يسيل من كبكب، وكبكب لهذيل، ويدفع في المُغَمّس، والمغمس لقرَيش. قالوا: كان أبو أزيهر صهراً لأبي سفيان فقتله الوليد بن المغيرة المخزومي فأراد أبو سفيان حقن الدماء فقبل عقله. فهجاه حسان بن ثابت رضي الله عنه إبان اشتداد العداء بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين مشركي قريش فقال:
غدا أهل ضَوْجَى ذِي المَجَاز كليهما (?) ... وجار ابن حرب بالمُغَمّس ما يغدو (?)